بيشكيك، 13 نوفمبر 2024. /قابار/
ألقى فخامة الرئيس صادر جاباروف رئيس الجمهورية القرغيزية، يوم الثلاثاء 12 نوفمبر، كلمة خلال الجزء رفيع المستوى من الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، وذلك في مدينة باكو بجمهورية أذربيجان.
نص كلمة رئيس الدولة في مؤتمر الأطراف:
"السيد الرئيس المحترم،
أصحاب السعادة رؤساء الوفود،
السيدات والسادة،
في البداية، أود أن أهنئ جمهورية أذربيجان على استضافتها للدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وأعبر عن خالص التقدير لفخامة الرئيس إلهام حيدر علييف، على التنظيم الرائع لقمة قادة العالم للعمل المناخي. يسعدنا للغاية أن يُعقد هذا الحدث الضخم في بلد شقيق.
في ظل تسارع وتيرة التغيرات المناخية العالمية، يجب علينا اليوم التواصل إلى اتفاق بشأن إجراءات منسقة وممولة بشكل جيد للتصدي لتغير المناخ، وذلك من أجل تحقيق أهداف اتفاق باريس.
نحن نؤيد سرعة اعتماد الهدف الجماعي الكمي الجديد لتمويل إجراءات مكافحة تغير المناخ، وندعو الدول المتقدمة إلى زيادة مساعداتها للدول النامية في إطار التمويل المناخي إلى تريليوني دولار أمريكي، مع تسهيل الوصول إلى هذا التمويل.
من جانبها، أطلقت قرغيزستان آلية لمبادلة الديون الخارجية بمشاريع للتنمية المناخية والمستدامة. نقترح إعادة هيكلة الدين الخارجي للدولة باستخدام آليات استبدال الدين بمشاريع خضراء محددة، بما في ذلك عبر آلية "صندوق قرغيزستان الاستئماني للمناخ" الجاري إنشاؤه، والذي سيخصص لتمويل مشاريع في مجال البيئة والتنمية المستدامة للمناطق الجبلية. وأدعو الدول المهتمة للمشاركة في أنشطة هذا الصندوق.
وأستغل هذه الفرصة لأعبّر عن امتناني لتركيا وألمانيا، حيث قررتا تحويل ديونهما إلى مشاريع "خضراء".
السيدات والسادة الكرام،
وفقًا لمساهمات قرغيزستان المحددة وطنيًا، تخطط جمهورية قرغيزستان لخفض الانبعاثات بنسبة 16% بحلول عام 2030 مقارنة بمستوى الانبعاثات وفقًا لسيناريو "العمل كالمعتاد"، بينما قد يصل الخفض إلى 44% في حال توفر الدعم الدولي.
نسعى لتحقيق الحياد الكربوني من خلال تطوير مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة كفاءة الطاقة، وتقليل استهلاك الفحم عبر توسيع استخدام الغاز، وخفض الفاقد أثناء نقل وتوزيع الكهرباء، وتحسين أنظمة التدفئة في المدن، وزيادة وعي السكان بآليات التخفيف في قطاع الطاقة.
وفي هذا السياق، أود أن أشير إلى المشاريع الجارية في مجال الطاقة المتجددة. إذ بدأنا، بالتعاون مع الدول المجاورة، تنفيذ مشروع بناء واحدة من أكبر محطات الطاقة الكهرومائية في المنطقة، وهي محطة كَمْبَراتا-1. وخلال عام 2023، تم تشغيل عشر محطات كهرومائية صغيرة في قرغيزستان، ونخطط هذا العام لبناء 15 محطة كهرومائية إضافية، بالإضافة إلى بدء مشاريع محطات طاقة شمسية بقدرة إجمالية تزيد عن 400 ميغاواط.
مع التغيرات المناخية، تزداد أهمية الاستخدام الفعال والحفاظ على الموارد المائية. لذا، ندعو شركاء التنمية لدعم مبادرتنا لإنشاء مركز إقليمي في بيشكيك لتطبيق التقنيات الموفرة للطاقة والموارد.
السادة المشاركون الأعزاء،
في النصف الأول من هذا العام، واجهت قرغيزستان زيادة حادة في عدد الانهيارات الأرضية؛ إذ تسببت أكثر من 300 حادثة في أضرار جسيمة للبنية التحتية، وفقدان أرواح، وتشريد الآلاف من سكان المناطق الأكثر عرضة للخطر. إضافةً إلى ذلك، نشهد تسارعًا في ذوبان الأنهار الجليدية، وتراجع مساحتها، وانخفاضًا في منسوب المياه، وجفافًا وتصحرًا.
أود أن ألفت انتباهكم إلى أن الحياة في المناطق السفلى تعتمد على ما يحدث في المناطق الجبلية والأنظمة البيئية المرتبطة بها. وبسبب التغيرات المناخية، تنخفض موارد المياه في المنطقة عامًا بعد عام، مما يؤثر سلبًا على أمن المياه والطاقة والغذاء، وعلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي لجميع الدول.
على مدار السبعين عامًا الماضية، تقلصت مساحة الأنهار الجليدية في قرغيزستان بنسبة 16%، وقد اختفت الأنهار الجليدية بالكامل في بعض المناطق. وإذا استمر هذا الوضع، قد نفقد أكثر من نصف الأنهار الجليدية بحلول عام 2100.
وإدراكًا لأهمية التنمية المستدامة للمناطق الجبلية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بناءً على مبادرتنا، قرار "التنمية المستدامة للمناطق الجبلية" في دورتها السابعة والسبعين، الذي أعلنت بموجبه الأعوام 2023-2027 كعقد من العمل من أجل تنمية المناطق الجبلية.
أدعوكم جميعًا إلى قرغيزستان لحضور القمة الجبلية العالمية الثانية "بيشكيك +25" في عام 2027، حيث سنستعرض نتائج عقد العمل "من أجل الجبال".
أيها الأصدقاء الأعزاء، في تنفيذ هذه المبادرات، نعوّل على دعم الشركاء الدوليين للتنمية، وعلى دعم الدول الجبلية وغيرها من الدول، فالمناطق الجبلية توفر المياه وغيرها من الموارد الحيوية ليس فقط لـ1.1 مليار نسمة في الجبال، بل لحوالي 2 مليار شخص يقيمون في المناطق السفلى.
بجهودنا المشتركة فقط، يمكننا تحقيق الهدف المتمثل في الحد من الاحترار العالمي، ووضع أسس لمستقبل آمن ومستدام لكوكبنا.
شكرًا لكم على حسن استماعكم."